الزمان: 16 مارس 2009م
المكان: فندق قصر البستان
التقرير من جريدة عمان (17 مارس 2009م)
كتب - خميس بن علي الخوالدياكد سعادة طالب بن ميران الرئيسي رئيس دائرة التعاون الاقتصادي والتقني بوزارة الخارجية ان مجال التقنية النووية لا يقتصر على المجال العسكري فقط فهناك العديد من الاستخدامات السلمية له إلا ان المجال السلمي كذلك له سلبياته اذا لم يستخدم بطرق مدروسة وواعية. وأضاف سعادته أثناء افتتاحه امس لندوة التطبيقات النووية في ميدان صحة الانسان بفندق قصر البستان ان الدول لها الحق في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية وقد وضعت هذه المادة لمواجهة المخاوف التي ابدتها الدول النامية من ان يتخذ موضوع منع نشر الأسلحة النووية ذريعة للحد من استخدام النووي لصالح تقدمها الاقتصادي والفني او استغلال حاجتها الى الطاقة الذرية للضغط عليها لذلك نصت احكام المادتين الاولى والثانية من المعاهدة الخاصة بالاستخدامات النووية لجميع الاطراف في الامم المتحدة على انه ليس هناك ما يمكن تفسيره على انه ينتقص او يمس حق جميع الاطراف في تطوير ابحاث وانتاج واستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية بدون تمييز, ومعنى ذلك ان حق الدول الاطراف في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية معترف به مادام لا يؤدي الى نشر الاسلحة.وأوضح سعادته ان التطبيقات الطبية للتقنية النووية تعتمد خاصتين مهمتين من خصائص المواد المشعة وهما مقدرة الجزئيات النووية(خاصة أشعة جاما) على المرور من خلال مقادير ضخمة من المواد واحتمال الكشف عن كميات متناهية الدقة من المواد النووية (وهي في الواقع ذرات فردية) مع التعرف على النوع الذري لتلك المادة بطريقة فردية.واستشهد باستخدام التقنيات النووية للتعرف على المواقع المحددة في جسم الانسان التي تعاني من النمو السرطاني حيث يتم الحصول على الصور اللازمة بعد حقن المريض بكمية ضئيلة للغاية من المواد المشعة ويتم اختيار المواد المشعة التي يوجد تقارب بينها وبين الخلايا السرطانية وبذلك يتم تجمعها او ترسبها في الاماكن المصابة ويمكن تصوير الكثير من الاعضاء الداخلية لجسم الانسان باللجوء الى هذه الطريقة ومنها الرئتان وقد تم تصوير دورة ضخ القلب باكملها وهو ما يعد تطورا رائعا لهذه التقنية مما يسمح باجراء قياس كمي لطاقة القلب على الضخ بحيث يتسنى للجراح الذي يؤدي عملية جراحية في الاعضاء الداخلية للجسم مثل الصممات او غرف القلب ان يرى بوضوح دورة عمل هذه الاعضاء وقد تم إنجاز الكثير من البرامج الحاسوبية الجاهزة المتعلقة بهذا الشأن.وأشار رئيس دائرة التعاون الاقتصادي والتقني بوزارة الخارجية الى الاساليب التي يتم استخدامها ومن ضمنها الاسلوب المعروف بالبيت (PET ) حيث يتم استخدام مجموعة من النظائر التي يتم انتاجها في السيكلوترون وهذه النظائر مفيدة للغاية وذلك لانها يمكن ان تكون قصيرة الاجل ومن الممكن استخدامها في تصوير الاعضاء الداخلية أثناء قيامها بوظائف حيوية وليس لمجرد تصوير بنيتها فقط وعلى سبيل المثال يمكن من خلالها تصوير مراقبة المخ أثناء تأديته لعمله كرد فعل على مؤثر خارجي وتشتمل التطبيقات الاخرى على بحوث ودراسات في الغدة الدرقية والقلب والرئة ومرض الصرع، كما تستخدم النظائر المشعة في اجراء قياس كمية عنصرين هما النيتروجين والهيدروجين في جسم الانسان ومن ثم يتم علاج الخلية بالنيترونات من مصدر منخفض النشاط مع قياس منتجات التحلل من تفاعلات متفرقة بذرات النتروجين والهيدروجين وهذا الاسلوب مفيد للغاية في تشخيص الامراض والعلل التي تسبب سوء التغذية ومنها الكره العصبي للاكل والايدز والسرطان والصدمات المرتبطة بالعمليات الجراحية.وأضاف سعادة طالب بن ميران الرئيسي ان مبدأ العلاج النووي أمر غاية في البساطة حيث يتم تعريض الجزء المصاب الى معدلات من الاشعة بغرض تدمير الخلية او الخلايا المصابة ويعد العلاج بواسطة مصدر قوي من أشعة جاما طريقة علاجية شائعة الاستعمال وهناك طرق اخرى أكثر تقدما في طريقها الى الظهور في عالم الطب ويتم في احداها حقن المريض بمادة البورون (BORON) الذي يقوم السرطان بامتصاصه بشكل خاص وبعد ذلك يتم علاج المنطقة المصابة بالنيترونات من المفاعل حيث تتفاعل هذه النيترونات بقوة اكبر مع البورون من تفاعلها مع العناصر الاخرى في خلايا الجسم وبذلك يحدث التفاعل النووي الموضوعي في الخلية السرطانية التي تسبب تدميرا موضعيا لتلك الخلية دون ان تحدث تلفا كبيرا للخلايا الصحيحة المجاورة.وأضاف ان استخدام الاشعاع المؤين في تدمير الخلايا السرطانية هي اهم تطبيقات العلاج بالأشعة وقد تم تطوير هذا النوع من علاج السرطان بعد اكتشاف أشعة اكس في نهاية القرن الماضي والعلاج عن بعد هو علاج بشعاع خارجي يدخل الجسم من الخارج وفي العلاج القصير توضع مصادر الاشعاع داخل الجسم غالبا للاورام السطحية مثل الرأس والرقبة والنسيج الضام ويجب تخطيط كمية الاشعاع التي سيتم امتصاصها وحسابها وقياسها لكل حالة فردية.وألقى البروفيسور حاج سليمان شريف رئيس مكتب التقنية النووية السلمية بوزارة الخارجية كلمة تحدث فيها عن ندوة العمل التي نظمها مكتب التقنية النووية السلمية بوزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الصحة والمستشفى السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس ومجلس البحث العلمي.وقال: إن ندوة التطبيقات النووية في مجال صحة الانسان هي اول ندوة عمل ينظمها مكتب التقنية النووية السلمية ضمن سلسلة من الندوات حول تطبيقات التقنيات النووية في مختلف المجالات التي يمكن استخدام التقنيات النووية فيها بصفة سلمية وآمنة وعلى ان تكون هذه التقنيات أنجح من التقنيات الاخرى التقليدية وغير التقليدية المعروفة حاليا.حيث تقام في الفترة من 9 الى 13 من مايو القادم ندوة حول التقنيات النووية في ميدان الزراعة والثانية في ميدان حماية البيئة وإدارة الموارد المائية.وقال سليمان: ان الهدف من الندوة هو مناقشة كل القضايا المتعلقة بالتطبيقات النووية في ميدان صحة الانسان، من أجل التعرف على آخر المستجدات في هذا الميدان والوضع الحالي لاستخداماتها في السلطنة، والتعرف كذلك على كل المتطلبات في هذا الشأن من بينية اساسية وموارد بشرية واجهزة وعتاد للتأكد من الجودة ومتطلبات الاجراءات المختبرية الجيدة، وسوف يمكّن كل ذلك الوصول الى رؤية واضحة واستراتيجية هادفة وبرنامج دقيق لتطبيقات التقنيات النووية في ميدان الصحة على المدى القريب والمتوسط والبعيد فمواضيع هذه الندوة تتعلق على وجه الخصوص بكل من التطبيقات الطبية للاشعاع المؤيّن والطب النووي والعلاج بالاشعاع وفيزياء الاشعاع الطبية ووقاية المرضى والتغذية.وأضاف رئيس مكتب التقنية النووية السلمية بوزارة الخارجية: انه عندما نتكلم عن التقنيات النووية فإننا نعني بذلك استخدام مصادر الاشعاع والنظائر المشعة وكذلك النظائر المستقرة وان للنظائر المشعة دورا مميزا في المجال الطبي تشخيصيا وعلاجا ويشهد عدد الاجراءات الطبية المنطوية على استعمال النظائر نموا يرافقه نمو مشابه في تعدد انواع النظائر. ويؤدي ما يزيد عن 60 مفاعلا نوويا منتشرا في العالم دورا اساسيا في انتاج النظائر المشعة الطبية، كما ان هناك حوالي 350 سكلوترونيا متوفرا مع العلم ان العديد منها مخصص لانتاج النظائر المشعة المستعملة في التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني ، وتستخدم النظائر المشعة بوفرة عالية في التشخيص ويتصدرها TC99M الذي يشغل أكثر من 80% من مجمل الاستخدامات الطبية للنظائر المشعة. وأشار الى ان العقدين الاخيرين حفلا ببدء انتشار تقنية التصوير البوزيتروني التي تعتمد على استعمال مصدّرات البوزيترون مثل F11 وo15 في مجال العلاج بالاشعة بفضل الاستدلال على الأورام ووضعها بدقة باستخدام التصوير المقطعي والانبعاثات البوزيتروني وبواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي، يمكن تخطيط المعالجات بالاشعة وكذلك التصوير الجزيئي الناتج عن تكنولوجيات التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني كما تحدث تطورات سريعة في الاساليب المستخدمة للتغلب على المشاكل الخاصة بالأورام وحركة اعضاء الجسم من اجل ايصال الجرعة المطلوبة الى الاورام بدون المساس بالانسجة الطبيعية المحيطة بالأورام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق